المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢١

فرخ اليمام ونسمات الصباح

"نسمات الصباح وفرخ اليمام" منذُ فترة ليست بالقصيرة اعتدت أنا وزوجي أن نسير مع نسمات الصباح الأولى لمدة نصف ساعة عملاً بنصيحة الطبيب ومنذُ خمسة أيامً وأثناء سيرنا وجدنا فرخَ يمام صغير يلوذ بالحائط خوفاً من قط يحوم حوله فأدركتنا الشفقة به فحملناه معنا إلى المنزل ؛ وحين عدنا أدراجنا جهزنا له صندوقاً صغيراً للإقامة به كما راحت زوجي تطعمه بيدها وتسقيه بفمها وحسبنا أنه مع الوقت  سيألفنا  ولكن بعد يومين حاولتُ أن أداعبه فحرّك إحدى جناحيه لأعلى مدافعاً عن نفسه فأدركتُ على الفور أنه تعامل بفطرته إذ أنه لايأمن للإنسان عكس كثير من الحيوانات فتعاملنا معه على فطرته ..مضت خمسة أيامٍ وبدأ عوده يشتد بعض الشئ وراحت  زوجي تقذفه لأعلى كي تدربه على الطيران وهو يستجيب لها فيطير مسافة قصيرة ثم يحط مسرعاً وحيثُ ذاك وجدتني اتناقش مع زوجي بأن ما تفعله ليس صائبا وكان تفسيري لها أن الفرخ لازال لا يستطيع إلتقاط الحب بمنقاره فدعيه حتى يشتد عوده ويستطيع الطيران دون مساعدة فقالت لي: إن أمه كانت تدربه على الطيران حين سقط على الأرض فقلت لها: هذه أمه يأمن لها بفطرته فحين يستطيع الطيران لن يتركها وسيعود إليها

سوء الظن

"سوء الظن" منذُ فترة ليست بالبعيدة استمعت لإحدى محاضرت داعية مشهور وجاء في معرض حديثه عن الأشخاص أصحاب المشاعر الحساسة  أو مرهفي الاحساس كما يُطلق عليهم  فوصفهم بأنهم سيئوا الظن دوماً وإزاء ذلك ظل عقلي يفكر عن سبب تولد هذا الشعور عند هؤلاء ومع تحليلي لكثير من المواقف التي عشتها ومازلت مع من حولي خلصت للآتي: إن الشخص مرهف الحس تجده غزير العاطفة متوهج المشاعر فإذا أحب شخصاً فإنه يملك عليه فؤاده وليس المقصود هنا هو حب الرجل للمرأة فقط؛ فقد يكون هذا الحب لصديق أو لصاحب عمل أو ماشابه ذلك فعند ذلك يكون حريصاً أشد الحرص لإرضائه وذلك للحفاظ على بقاء أواصر المودة قائمة بينهما فإذا حدث من هذا الشخص الذي ملك عليه فؤاده أي موقف أو كلمة  أو نظرة دلت على أكثر من معنى فإن هذا الشخص مرهف الحس يفسرها على أسوأ المعانى وهو مايسمى بسوء الظن ؛ إنه في الحقيقة لايسئ الظن في الشخص بذاته وإلا لانصرف عنه  وأولاه ظهره ؛ولكن هو يسئ الظن في الموقف الحادث أو الكلمة أو النظرة وكأن سوء الظن هذا هو حائط الصد المنيع الذي تتحطم على صخوره أي صدمة محتملة؛فالشخص مرهف الحس كما اسلفت متوهج العاطفة متدفق المشاعر ويم

الحب عند الشاعر

"الحب عند الشاعر" الحب عند الشعراء هو الجنون فالشاعر حين يحب فهو يمنح من يحب كل إحساسه وصفوة مشاعره ولايهم بعد ذلك إن بادله نفس الشعور أو لا ؛ الحب هو معاناة ستيفن في عشقه لماجدولين في رواية"في ظلال الزيزفون" وهو موت" فرجيني" غرقا وهي ممسكة بقلادة "بول" حتى لايلمس جسدها غيره في رواية "الفضيلة"؛ أجل الحب هو تضحية سيرانو وكتمانه حبه لمحبوبته روكسان بل وسعيه للتقريب بينها وبين من توهمت أنها تحبه في رواية " "الشاعر"..هو تلك التضحية الكبيرة من جليات حين سعى لتزويج معشوقته ديروشيت من قس شاب وهو يحترق عشقاً ولوعة  من اجلها في رواية" رجل نبيل" أجل هذا هو الحب عند الشاعر لذلك فهو في الغالب يعيش غريباً بين احبابه وطريداً خلف شعاع واهي من الحب يضئ في خياله يظل يركض خلفه دون أن يدركه بقلم الشاعر..احمد سعيد

الشغالة والبيه

"الشغالة والبيه" تتسم العلاقة الزوجية سواء كانت عن علاقة حب بين طرفين أو غير ذلك بقوة حرارة هذه العلاقة الزوجية في بدايتها ثم لاتمر سنوات قليلة حتى تتحول هذه العلاقة الملتهبة إلى علاقة روتينية يكسوها ثوب الملل والرتابة ثم لايلبث الزوج أن يبحث عن من يشبع غريزته لأن زوجه لم تعد كذلك خاصة حين يزهّد الشيطان هذه الزوجة في زوجها فتعامله ببرود يستشعره الزوج فتذهب حرارة لقائمهما أدراج الرياح وأول ماينظر إليه الزوج هو تلك الشغالة التي تتحرك أمامه بحريتها في المنزل فتستهويه هذه العلاقة فيسعى إليها تدفعه شهوة مكبوتة تسبب فيها زوج لم تستطع أن تثير زوجها وكذلك شيطان سعى جاهدا في أن يزهّد كلا طرفي الزواج في الآخر؛ ومع الأسف تستجيب الشغالة لمناوشات الزوج ولها بالطبع دوافع متعددة لهذه العلاقة منها كسر أنف سيدتها والتي دأبت على معاملتها معاملة سيئة فلابأس إذن من مجاراة هذا الزوج الثائر وتطفق هذه الشغالة في الإتيان بحركات تزيد من رغبته فيها وشيئاً فشيئاً يقع بينهما المحظور ويشعر السيد البيه بنشوى جارفة مع الشغالة لم يشعر بها مع زوجه منذُ تزوجها من سنوات ويتساءل في دهشة لماذا يجد متعته مع الشغا

نهاية أديب

" نهاية أديب" في اواخر عام 1983 وبالتحديد مع بداية فصل الشتاء أحب الفصول إلى نفسي واغزرها تأليفاً؛ تحركت داخلي كوامن الشعر والأدب وشعرت برغبة ملحة في التأليف فشرعت أكتب روايتي الأولى والوحيدة  "التائهة" وهو عنوان يعبر بصدق عن الحالة التي وصلت إليها (زهرة) بطلة قصتي  وحتى لاأطيل فلنشرع إذن بتلخيص العمل؛ بدأت الرواية بنزول امرأة من دولة عربية شقيقة بصحبة زوجها كضيفين  على أسرة هشام بطل قصتي وكان نزولهما لمصر لعرض (زهرة) على طبيب نساء لبحث سبل إمكانية الحمل؛ ومع الأيام  تولدت علاقة عاطفية بين هشام وزهرة وذلك لإنشغال الزوج في إنهاء بعض الامور الخاصة به تاركاً زوجه فريسة سهلة لتلك العاطفة الوليدة ومع الأيام استعر لهيبها   فأصبحت زهرة تشعر بالوحشة مع زوجها وأما هشام  فقد صورت كمؤلف عاطفته وحيرته في الكلمات التالية.."ونتساءل نحن أمام تلك الإرادة الجبارة التي أشعفت القلوب وأصابتها باللّظى....هل الحب ذنبٌ أم فضيلة؟!..فإن كان ذنباً ؛ فلمَ لاتكون لنا الإرادة على صده؟! وإن كان فضيلة؛ فلمَ يأتنا ونحن لانملك الحق في الإشهار به أمام الناس".. ؛ وهذه المقولة لاتصدر عادةً إ

"صدمة الأب"

عشت الأمس صدمة من ولداي وذلك لكونهما انحازا لأمهما انحيازاً واضحاً لالبس فيه؛ لقد ارتبطتُ بزوجي منذ اكثر من خمس وثلاثين عاماً؛ وكنت قبل الإلتزام والإرتباط بها قد ألفت روايتي الوحيدة "التائهة"..وكنت على وشك نشرها وبالتالي مولد أديب وشاعر ولكن شاء الله سبحانه وتعالى أن يمن علي بالالتزام بشرعه وسنة نبيه-صلى الله عليه وسلم- وكان طبيعياً أن يتولد داخلي شعورٌ إيمانيٌ كبير قمتُ على أثره بإطعام النار جميع مؤلفاتي الشعرية والنثرية ولم تسلم بالطبع روايتي والتي كنت قد حصلت لها على تصريح بالنشر، وكان ذلك خطئاً كبيراً مني دافعه شعور إيماني لم يصقله علمٌ شرعي أميز به بين الحلال والحرام. ارتبطتُ بزوجي وأم أبنائي عقب تلك الأحداث وأثناء فترة العقد سردت على مسامعها بعضاً من قصص الغرام التي عشتها قبل الإلتزام وكان هذا أيضاً ضمن أخطائي؛ بعد الإلتزام انقطعت عن الكتابة اللهم إلا من قصيدة أو قصيدتين وبعض النثريات..وعدتُ للكتابة مجدداً بعد حوالي تسع سنوات فشرعتُ في تأليف بعض القصائد والقصص والمقالات وذلك بعد أن علمت أن الكلمة حسنها حسن وقبيحها قبيح وليس الحكم على العام. أنشأتُ صفحة على الفيس بوك بعن

أحداث يوم بالعاصمة..اكتوبر٢٠٢١

اخوض اليوم تجربة جديدة  وإن كان سبق لي الخوض في تجربة مماثلة منذُ أكثر من ثلاثين عاماً ولم يكتب لها النجاح لظروف خارجة عن إرادتي.. اليوم لدي شغف كبير ان اخوض التجربة لنهايتها؛ هي باختصار سفري للقاهرة للتعاقد على طبع ونشر ديوان الشعر  الأول لي؛ حيث تواصلت مع إحدى دور النشر بالقاهرة وهي دار اوراق للنشر والتوزيع وبصحبتي مايقرب من ثلاثين قصيدة بعد أن اتفقت معهم على كل شئ واللهَ اسأل أن يوفقني في هذه الخطوة لتكون ذكرى لأبنائي وأحفادي..بعد ثواني سوف يتحرك القطار متجهاً صوب القاهرة وحين يستجد شئ سوف أضيفه لهذه الخاطرة.. وصلت القاهرة حوالي الواحدة إلا الربع ظهراً وعلى الفور توجهت لدورات المياه حيث أصلحت من شأني وتوضأت وصليت الظهر والعصر جمعاً وقصراً اتباعاً لهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثم توجهت بعد ذلك للمترو وكان المكان المتفق عليه يبعد محطتان فقط وبسهولة وصلت للمكان. اتصلت بمدير الدار فأخبرني ان الموعد في الثالثة واعتذر لي بشدة عن عدم تمكنه من المجئ للمكتب قبل ذلك فلم أجد بداً من الجلوس على كافيه أحتسي كوباً من الشاي حتى يحين الموعد. اتصل بي مدير الدار قبل الموعد بربع ساعة تقريباً ودعا

"عاطفة الأخوة"

"عاطفة الاخوة" كنّا أسرة صغيرة تتكون من أب وأم وثلاثة أبناء حيث كنتُ أتوسط شقيقتاي؛ والحقيقة أننا كنّا أسرة متوسطة الحال جمعنا الحب وطوقنا ثوب الحنان من أبوين تعلما كيف يغدقا أبنائهما من حنانهما الجارف ولعل أكثر مايدل على قولي؛ ذلك الموقف الذي حدث بيني وبين شقيقتي الصغرى والذي أرى أن أسوقه للدلالة على ماسبق وبينته.. كنا طفلين أنا وشقيقتي..أنا في العاشرة من عمري وهي لم تكمل بعد الثمان سنوات حين حدث لنا هذا الموقف..كنا في زيارة لأبي في مقر عمله وللأسف لم نجده لأنه لم يكن ثمة موعد بيننا وبينه،ولم يكن أمامنا سوى أن نعود أدراجنا  للمنزل دون تحقيق الهدف المنشود .. وبدأنا نفكر أنا وشقيقتي الصغرى ؛ ماذا عسانا أن نصنع ونحن لانملك سوى ثمن تذكرة ترام واحدة؛وهنا تحركت شهامة الطفل في نفسي فقد كنت الأكبر سناً والرجل في نفس الوقت لذا قررت على الفور أن تركب أختي وأكمل أنا الطريق ماشياً وفي بادئ الأمر رفضت شقيقتي رفضاً قاطعاً أن تمتثل لفكرتي ولكن بعد لأي وافقت  على مضض وسعدت أنا بذلك ووقفت أرقبها والترام تتحرك بها ثم سرت وراء الترام كأني أحرسها من الضياع ولكن الترام كانت أسرع من خطواتي الصغير

محمد والبطيخة

"محمد والبطيخة" لعل هذا العنوان قد أثار فضولك أيها القارئ الكريم ولعلك كذلك تساءلت بينك وبين نفسك....ماالعلاقة التي تربط محمد بالبطيخة؟! تابع معي أحداث هذه القصة القصيرة لتزول دهشتك بإذن الله. كنت وزميلي محمد عبد العزيز ضمن فرقة السنة الثالثة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم الجغرافيا شعبة مساحة وخرائط..وكنا إذ ذاك ندرس مادة الجيولوجيا حيث كان يقوم بشرحها لنا د/ أحمد مصطفى وكان مشهوراً بين الطلبة بالحزم والشدة فقليلاً ماكنت تراه مبتسماً..لذلك كان جميع الطلبة يجلسون في محاضرته وكأن على رؤسهم الطير. كان د/احمد يشرح لنا خطوط الكونتور وكيف نتخيلها فرسم على السبورة قطاع دائري وقسمه إلى طبقات مختلفة ثم خاطبنا قائلاً: يمكننا أن نتخيل هذا القطاع والذي يمثل طبقات الأرض فكل خط مكون من نقط مناسيبها واحدة هو خط كونتور يفصل بين طبقة وأخرى وطبعا لن تجدوا الخطوط منبسطة بل ستجدونها متعرجة وهي مجموعة نقاط جمعها منسوب مشترك؛ وهكذا مضى د/ احمد يحاول من خلال شرحه أن يوصل لنا المعلومة والحقيقة أن المحاضرة كان توقيتها الثامنة صباحاً ومعظم الطلبة شبه نائم؛ وفجأة وعلى غير توقع وجدنا زميلنا محمد وقد

تحليل وتلخيص رواية ميرامار

يعد "نجيب محفوظ" أحد أشهرالمؤلفين في تاريخ مصر الحديث؛ كما أنه أول شخصية عربية تحصل على جائزة "نوبل" في الأدب. ولد "نجيب محفوظ عام١٩١١بحي "الجمالية" بالقاهرة؛ وهو الحي الذي لعب دورا كبيرا في إلهامه بالكثير من أعماله الأدبية..كان دائما مايشعر بالسعادة في أزقة "خان الخليلي"وفي الشوارع الصغيرة والحواري الضيقة،والتي مازال بها حتى وقتنا الحالي منازل من ذاك الطراز القديم. في هذا الحي العريق يلتحم القديم بالحديث في مزيج غريب وفريد قدمه أديبنا الكبير في أغلب أعماله إن لم يكن جميعها. بدأ"نجيب محفوظ"مشواره الأدبي الطويل والذي استمر لأكثر من نصف قرن أثرى خلاله المكتبة المصرية بمايقرب من أربعين رواية وأكثر من مائة قصة قصيرة؛ وتعد مؤلفات هذا الأديب العملاق بمثابة مرآة للحياة الإجتماعية والسياسية في مصر،كما يمكن اعتبارها تدوينا معاصرا للوجود الإنساني. وتعكس رواياته رؤية المثقفين على اختلاف ميولهم السياسية وتباين أفكارهم. ومن أهم أعماله "الثلاثية"وغيرها من الروايات والتي أسهمت بشكل كبير في حصوله على جائزة "نوبل" وذلك بماتضمنته