سوء الظن

"سوء الظن"
منذُ فترة ليست بالبعيدة استمعت لإحدى محاضرت داعية مشهور وجاء في معرض حديثه عن الأشخاص أصحاب المشاعر الحساسة  أو مرهفي الاحساس كما يُطلق عليهم  فوصفهم بأنهم سيئوا الظن دوماً وإزاء ذلك ظل عقلي يفكر عن سبب تولد هذا الشعور عند هؤلاء ومع تحليلي لكثير من المواقف التي عشتها ومازلت مع من حولي خلصت للآتي:
إن الشخص مرهف الحس تجده غزير العاطفة متوهج المشاعر فإذا أحب شخصاً فإنه يملك عليه فؤاده وليس المقصود هنا هو حب الرجل للمرأة فقط؛ فقد يكون هذا الحب لصديق أو لصاحب عمل أو ماشابه ذلك فعند ذلك يكون حريصاً أشد الحرص لإرضائه وذلك للحفاظ على بقاء أواصر المودة قائمة بينهما فإذا حدث من هذا الشخص الذي ملك عليه فؤاده أي موقف أو كلمة  أو نظرة دلت على أكثر من معنى فإن هذا الشخص مرهف الحس يفسرها على أسوأ المعانى وهو مايسمى بسوء الظن ؛ إنه في الحقيقة لايسئ الظن في الشخص بذاته وإلا لانصرف عنه  وأولاه ظهره ؛ولكن هو يسئ الظن في الموقف الحادث أو الكلمة أو النظرة وكأن سوء الظن هذا هو حائط الصد المنيع الذي تتحطم على صخوره أي صدمة محتملة؛فالشخص مرهف الحس كما اسلفت متوهج العاطفة متدفق المشاعر ويمكن لصدمة أن تسبب له ألماً نفسياً أو جسدياً فكأنما اتخذ عقله الباطن هذا الشعور من سوء الظن كنوع من الوقاية يجابه به صدمات من تعلق قلبه بهم
تحليل..أحمد سعيد..
الجمعة..2/4/2021

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"تسلسل أحداث النهاية"

"بحث علمي"

"دروس من غزوتي أُحد وحُنين"