"صدمة الأب"

عشت الأمس صدمة من ولداي وذلك لكونهما انحازا لأمهما انحيازاً واضحاً لالبس فيه؛ لقد ارتبطتُ بزوجي منذ اكثر من خمس وثلاثين عاماً؛ وكنت قبل الإلتزام والإرتباط بها قد ألفت روايتي الوحيدة "التائهة"..وكنت على وشك نشرها وبالتالي مولد أديب وشاعر ولكن شاء الله سبحانه وتعالى أن يمن علي بالالتزام بشرعه وسنة نبيه-صلى الله عليه وسلم- وكان طبيعياً أن يتولد داخلي شعورٌ إيمانيٌ كبير قمتُ على أثره بإطعام النار جميع مؤلفاتي الشعرية والنثرية ولم تسلم بالطبع روايتي والتي كنت قد حصلت لها على تصريح بالنشر، وكان ذلك خطئاً كبيراً مني دافعه شعور إيماني لم يصقله علمٌ شرعي أميز به بين الحلال والحرام.
ارتبطتُ بزوجي وأم أبنائي عقب تلك الأحداث وأثناء فترة العقد سردت على مسامعها بعضاً من قصص الغرام التي عشتها قبل الإلتزام وكان هذا أيضاً ضمن أخطائي؛ بعد الإلتزام انقطعت عن الكتابة اللهم إلا من قصيدة أو قصيدتين وبعض النثريات..وعدتُ للكتابة مجدداً بعد حوالي تسع سنوات فشرعتُ في تأليف بعض القصائد والقصص والمقالات وذلك بعد أن علمت أن الكلمة حسنها حسن وقبيحها قبيح وليس الحكم على العام.
أنشأتُ صفحة على الفيس بوك بعنوان"واحة الشعر والأدب" ضمنتها جميع مؤلفاتي الشعرية منها والنثرية؛ ثم حين بلغت قصائدي خمس وثلاثين قصيدة شرعت في نشر أول ديوان شعر لي وذلك بالتعاقد مع دار للنشر والتوزيع بالقاهرة؛ وحدث خلاف بيني وبين زوجي بسبب ذلك ومما قالته لي: أنا تزوجت داعية ولم أتزوج شاعر وأديب؛ لكني مضيت قدماً في الأمر وهاأنا انتظر في شغف اولى الطبعات. جال بخاطري أن أكتب عن تجربتي مع الأدب قبل الإلتزام وبيان سبب إنقطاعي عنه عسى أن يستفيد من تجربتي بعض الملتزمين فلا يتسرعوا في الحكم قبل أن يتعلموا الشرع..كتبتُ مقالاً بعنوان " نهاية أديب" بينت فيه ملخص لرواية التائهة وكنتُ حريصاً على أن اشرح للقارئ خطأ البطل والبطلة في إنشاء علاقة عاطفية بينهما فجعلت البطل يموت وأما البطلة فكان جزاؤها الطلاق بعد موت البطل فلاهي فازت بحبيبها ولا أبقت على زوجها  وكان تصرفي هذا نابع من كوني لاأعترف بمثل هذه العلاقات والتي تولد في ظلام المعصية وظروف غير طبيعية.
ضممت هذا المقال إلى صفحة الشعر ولم يدر بخلدي أن زوجي ستقرأه في يومٍ ما وتحول حياتنا على أثره إلى جحيم؛ بالأمس فوجئتُ بها ترسل لي صورة من المقال مع صور غاضبة وسؤال: ليه؟
لم تكتفي بذلك بل راحت تقذفني بأحجار الحسبنة والدعاء علي؛ والحقيقة أن الموقف قد فاجأني فوقفتُ مذهولاً صامتاً؛ وذلك لأنني لم أتوقع أبداً رد الفعل هذا بل كنت اتوقع مدحاً منها للمقال لأن معظم المقال يتحدث عن تجربة ضياع الفرص السهلة مني نتيجة جهلي بالشرع وحين تعرضت لملخص الرواية والذي قمت فيها بدور البطولة تحت إسم هشام المفروض أن ذلك لصالحي لأنني ذكرته على سبيل الذم والتنقيص لا على سبيل المدح والإعجاب لذلك كانت دهشتي كبيرة من ثورتها العارمة على شخصي.
قابلت هذه الثورة بكل هدوء يخفي بالتأكيد غليان في صدري وفتحت"جوجل" ابحث فيه عن موقف الزوج من التجسس على زوجها وقد ذكرت الفتوى على موقع(اسلام ويب) عدم جواز ذلك؛ حين قصصت ماحدث من زوجي على مسامع ولداي مدعوماً بالفتوى لم اجد منهما أي تعاطف معي بل العكس قد حدث حيث تعاطف كلاهما مع الأم وكان هذا الموقف منهما شديداً على نفسي وصدمة اشعرتني بالغربة في بيتٍ أسسته بعرقي وسهري ودموعي وعذابي.....فإلى الله المشتكى..!😥
تأليف..أحمد سعيد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"تسلسل أحداث النهاية"

"بحث علمي"

"دروس من غزوتي أُحد وحُنين"