محمد والبطيخة
"محمد والبطيخة"
لعل هذا العنوان قد أثار فضولك أيها القارئ الكريم ولعلك كذلك تساءلت بينك وبين نفسك....ماالعلاقة التي تربط محمد بالبطيخة؟!
تابع معي أحداث هذه القصة القصيرة لتزول دهشتك بإذن الله.
كنت وزميلي محمد عبد العزيز ضمن فرقة السنة الثالثة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم الجغرافيا شعبة مساحة وخرائط..وكنا إذ ذاك ندرس مادة الجيولوجيا حيث كان يقوم بشرحها لنا د/ أحمد مصطفى وكان مشهوراً بين الطلبة بالحزم والشدة فقليلاً ماكنت تراه مبتسماً..لذلك كان جميع الطلبة يجلسون في محاضرته وكأن على رؤسهم الطير.
كان د/احمد يشرح لنا خطوط الكونتور وكيف نتخيلها فرسم على السبورة قطاع دائري وقسمه إلى طبقات مختلفة ثم خاطبنا قائلاً:
يمكننا أن نتخيل هذا القطاع والذي يمثل طبقات الأرض فكل خط مكون من نقط مناسيبها واحدة هو خط كونتور يفصل بين طبقة وأخرى وطبعا لن تجدوا الخطوط منبسطة بل ستجدونها متعرجة وهي مجموعة نقاط جمعها منسوب مشترك؛ وهكذا مضى د/ احمد يحاول من خلال شرحه أن يوصل لنا المعلومة والحقيقة أن المحاضرة كان توقيتها الثامنة صباحاً ومعظم الطلبة شبه نائم؛ وفجأة وعلى غير توقع وجدنا زميلنا محمد وقد رفع يده
ظننا انه سيلقي عليه سؤالاً نستفيد منه فأشار إليه د/احمد أن تكلم
فقال محمد: يمكننا أن نتخيل هذا القطاع الدائري بقطاع من بطيخة فسنجد أن الخط الفاصل بين قشرة البطيخ والثمرة المأكولة هو خط متصل يمكننا اعتباره خط كونتور؛
تكلم محمد وأسهب في الشرح معتزاً بفكرته وقد كان د/ أحمد يتابعه باهتمام بالغ فما أن انتهى محمد حتى فوجئنا ب د/ احمد يخاطبه قائلاً: هل فهمت المحاضرة بهذا الشكل ؟!.. فأجاب محمد: نعم
فتابع د/احمد: إذن كل واحد وبطيخته؛ فلم يستطع الطلبة الحفاظ على هدوئهم فانفجروا بالضحك على هذه المقولة والتي التصقت بالزميل محمد فصار الطلبة ينادونه ب( محمد بطيخة) ومافارقه هذا اللقب إلاحين حصلنا على عطلة آخر العام.
بقلم..أحمد سعيد
تعليقات
إرسال تعليق