المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2024

"معادن الناس"

"معادن الناس" غادر أحمد  مدينته متجهاً إلى عاصمة دولة عربية حيثُ كان مسموحاً بالسفر إليها دون تأشيرة؛ وحين كانت الحافلة تشق طريقها إلى قلب المدينة كانت الخواطر والأحلام تداعب أفكاره؛ كان يطمح مثل كثيرٍ من الشباب في الحصول على عمل يجني من وراءه مبلغاً من المال يكون عوناً له في مشوار حياته. وكان هو  يمتلك من القدرات مايمكنه من العمل في أكثر من مجال؛ فهو بجانب قدرته على التدريس يمكنه ايضاً العمل كمهندس مساحة لأنه يتقنها؛ ولكن ومع مرور الأيام أدرك أن الأمر ليس ميسوراً. نزل أحمد في فندق بوسط المدينة وتفاجأ أن من نزلائه جاراً له من مدينته حيثُ اقترح عليه أن يعطيه مامعه من المال ليشاركه في التجارة، فرح أحمد بالفكرة وبالفعل أعطاه مامعه من المال؛ ولكن جاره سافر لتركيا ولم يعد. جلس في استراحة الفندق يفكر ماذا يصنع؟،ولمن يلجأ ليخفف عنه هذه الصدمة.؟ كان له كثير من الأقارب يعملون في نفس المدينة ولكن منعته عزة نفسه أن يذهب لأحدهم؛ وبينما كان مستغرقاً في أفكاره إذ بشاب من نزلاء الفندق يقطع عليه أفكاره وقال يخاطبه: مالك ياأحمد!  كأنك تحمل هموم الدنيا فوق رأسك؟ نظر إليه أحمد مندهشاً فقال ...

خطوات الشيطان

(إحذر خطوات الشيطان) يقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم:".......يا أيها الذين آمنوا لاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين....." في هذه الآية الكريمة يحذر ربنا-سبحانه وتعالى-عباده المؤمنين من إتباع خطوات الشيطان وذلك لأنه عدوٌ واضح قد قطع العهد على نفسه لإغواء بني آدم بشتى السبل وهو مع المؤمن خاصة يزين له المعصية ويغريه خطوة تلو خطوة حتى يقع فيها؛ فهو لا يدعو المؤمن ولاالمؤمنة إلى الوقوع في الخطأ مباشرة بل يفتح له أبواباً من الطاعات ليوقعه في المعصية والأمثلة على ذلك كثيرة منها ما يحدث من إختلاط في الجامعة ونشأة ما يسمى بالصداقة بين الفتى والفتاة وهذا بالطبع من حيل الشيطان وأولى خطواته تبادل المحاضرات ثم الحديث الدائر حول المادة ولأن طبيعة كل منهما  الفطرية مختلفة فما يلبث أن يتحول هذا الحديث إلى كلمات معسولة  تلبية لنداء الفطرة فالرجل يميل بفطرته للمرأة وهي كذلك ثم يستمر الشيطان في خطواته حتى يوقعمها في المحظور وقد يلبس هذا المحظور ثوباً دينياً كالزواج العرفي مثلاً وما هو إلا زننٍ مقنن لأنه يفتقد لأهم أركانه وهو موافقة الولي،وبين أيدينا قصة مشهورة لأحد عبّاد بني إسرائيل أصوغ...

"دمعتا الحزن"

"دمعتا الحزنِ"  اليوم مباراة هامة بين فريقي الزمالك والأهلي في الدوري العام..سوف أشاهد المباراة في المنزل بصحبة أسرتي وأصدقائي أمي جهزي لنا الشاي من فضلك نظرت إلي شقيقتي باندهاش! من تخاطب؟ أمي! لقد ماتت...إنا لله وإنا إليه راجعون  إذن أين أبي؟ مات أيضاً....لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم  أين صديقي محمود(الضاني) لقد مات أيضاً..إذن أين يسري الأسمر..أين اللول..أين مجدي الأسمر......أين السيد مشمش..أين أسامة شحور..أين يحي الشرقاوي... أين هؤلاء جميعاً فجاءه صوت شقيقته: لقد ماتوا جميعاً وفي هذه اللحظة جاءه صوت المطرب وديع الصافي حزيناً داري ياداري يادار يادار قولي لي يادار راحوا فين حبايب الدار راحوا فين حبايب الدار  فين..فين.. فين ..فين ..قولي يادار فتسللت دمعتان من الحزن على وجنتيه  فنضى عنه رداء الحزن من الذكريات وتلحف برداء الواقع الصادم😢..... بقلمي..أحمد سعيد 

"أنف الزوجة"

"أنف الزوجة" قصة بدأها مطاوع بمشكلة تؤرّق معظم الناس وهي مشكلة الوهم وقد تمثّل هذا الوهم عند كثيرٍ من الزوجات على أنّ أنوفهنّ لايتناسب حجمها مع الوجه ثم اكتشف الكاتب أن99%من هذه الحالات طبيعية لاتحتاج إلى تجميل؛إنّه الوهم إذن..ذلك القاتل البطئ للسعادة والذي يحيل حياة الإنسان إلى عذابٍ وقلق لكن بطلة قصتنا والتي أثّر موقفها في نفسي حتى ندت عيناي لم يكن الوهم هو الذي يؤرقها بل مزاح زوج ٍلم يدرك بعد حجم الجرح والألم النفسي الذي يسببّه لزوجته خاصة بعد أن طلبت منه أكثر من مرة ألا يناديها بهذا النداء البغيض:"أم منخار" ولكنه مع الأسف أخبرها بكل وقاحة بأنه يصف شيئا موجوداً بالفعل فيها؛وأنه يجد راحة كبيرة في ندائها به غير عابئ بأثر ذلك على نفسها مما دفع بها أن تراسل كاتبنا ترجوه أن يقدم نصيحة لزوجها ليكف عن جرحها ..وإنّي لأتعجب حقيقةً من تصرف هذا الزوج  والذي رزقه الله بنعمة عظيمة تتمثل في زوجة مهندسة حنون لم تدخر وسعاً في إسعاد زوجها وأطفالها كيف له أن يتصرف هكذا وهو الطبيب المثقف الواعي العالم بأثر الألم النفسي على الإنسان،ولكن ماحدث له بعد ذلك يعد أبلغ من أي تقريع فعلى غير...

"رسالة إلى أمي"

"رسالة إلى أمي" إلى حبيبتي..صديقتي..قيثارتي إلى أول من خفق لها فؤادي  إلى من علمتني كيف أكون إنساناً إلى أحب الناس..أغلى الناس..كل الناس إلى أمي الحبيبة أخط رسالتي...! لعل الدهشة أصابتك أيها القارئ اللبيب من كوني أخاطب شخصاً من العالم الآخر؛ ولكن حتماً سيزول اندهاشك حين تعلم أن هذا الشخص لم يفارقني لحظة منذ رحيله؛بل إنه يعيشُ في قلبي وعقلي ووجداني..وكيف لا؟! ؛ وهو عندي أغلى الناس بل كل الناس. هذه الرسالة التي يخطها قلبي الآن كان موعدها منذُ أكثر من ثلاثين عاماً؛ ولكن الأديب لايرتبط بقانون الزمن فحيثما تفاعل قلبه ومشاعره فثمّ. كانت جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية في حاجة إلى ثلاثين محفظاً للقرآن لتوزيعهم على مدن المملكة؛ لذلك أرسلت وفداً للتعاقد معهم وكنتُ واحداً من هؤلاء، ولأنني كنتُ حديث عهدٍ بزواج فقد أشفقت أمي على فراقي لزوجتي؛ ولكنني طمأنتها بأنني سوف أستقدمها لتعيش معي بالمملكة؛ هذا ولكوني كنتُ وحيد أبواي من الذكور لذا كان فراقي لأمي أشبه بالمستحيل..  حان موعد سفري ومن ثمَّ فراقي لأغلى شخصين:أمي وزوجتي؛ وقد اتفقنا على أن اتصل بهما لأطمئنهما عن أحوالي؛...