"أنف الزوجة"

"أنف الزوجة"
قصة بدأها مطاوع بمشكلة تؤرّق معظم الناس وهي مشكلة الوهم وقد تمثّل هذا الوهم عند كثيرٍ من الزوجات على أنّ أنوفهنّ لايتناسب حجمها مع الوجه ثم اكتشف الكاتب أن99%من هذه الحالات طبيعية لاتحتاج إلى تجميل؛إنّه الوهم إذن..ذلك القاتل البطئ للسعادة والذي يحيل حياة الإنسان إلى عذابٍ وقلق لكن بطلة قصتنا والتي أثّر موقفها في نفسي حتى ندت عيناي لم يكن الوهم هو الذي يؤرقها بل مزاح زوج ٍلم يدرك بعد حجم الجرح والألم النفسي الذي يسببّه لزوجته خاصة بعد أن طلبت منه أكثر من مرة ألا يناديها بهذا النداء البغيض:"أم منخار" ولكنه مع الأسف أخبرها بكل وقاحة بأنه يصف شيئا موجوداً بالفعل فيها؛وأنه يجد راحة كبيرة في ندائها به غير عابئ بأثر ذلك على نفسها مما دفع بها أن تراسل كاتبنا ترجوه أن يقدم نصيحة لزوجها ليكف عن جرحها ..وإنّي لأتعجب حقيقةً من تصرف هذا الزوج  والذي رزقه الله بنعمة عظيمة تتمثل في زوجة مهندسة حنون لم تدخر وسعاً في إسعاد زوجها وأطفالها كيف له أن يتصرف هكذا وهو الطبيب المثقف الواعي العالم بأثر الألم النفسي على الإنسان،ولكن ماحدث له بعد ذلك يعد أبلغ من أي تقريع فعلى غير توقع منه فارقت المسكينة حياتها منتقلة إلى رحمة خالقها..فهناك لاجرح ولاإستهزاء بل عدالة مطلقة وصفاء،والحق أن هذه القصة أثرت في نفسي أيما تأثير ووجدتني أربط بينها وبين رواية"الشاعر" للشاعر الفرنسي الكبير "إدمون روستان"فبطل الرواية"سيرانو دي برجراك"ذلك الفارس المغوار والشاعر الرقيق حال بينه وبين مصارحته بحبه لإبنة عمه"روكسان" إحساسه بأن أنفه كبيرجدا وعلى غير المعتاد ؛ وقد ظل طوال الرواية يبثها حبه ولواعج قلبه عبر رسائل يخطها هو بمداد فؤاده ثم يوقعها بإسم خطيبها"كرستيان"وهي تظن أن "كرستيان" هو صاحب هذه الرسائل الملتهبة والتي تفيض عذوبة ولكنها في الحقيقة أحبت دون أن تدري ابن عمها"سيرانو" صاحب الرسائل الحقيقي ولم تكتشف المسكينة ذلك إلا وهو يحتضر بين ذراعيها..فتبا لك أيها الوهم؛فكم ذُبِحت على يديك أزهارُ السعادة.
بقلم..أحمد سعيدفي 9/5/2015

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"تسلسل أحداث النهاية"

"بحث علمي"

"دروس من غزوتي أُحد وحُنين"