خطوات الشيطان
(إحذر خطوات الشيطان)
يقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم:".......يا أيها الذين آمنوا لاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين....."
في هذه الآية الكريمة يحذر ربنا-سبحانه وتعالى-عباده المؤمنين من إتباع خطوات الشيطان وذلك لأنه عدوٌ واضح قد قطع العهد على نفسه لإغواء بني آدم بشتى السبل وهو مع المؤمن خاصة يزين له المعصية ويغريه خطوة تلو خطوة حتى يقع فيها؛ فهو لا يدعو المؤمن ولاالمؤمنة إلى الوقوع في الخطأ مباشرة بل يفتح له أبواباً من الطاعات ليوقعه في المعصية والأمثلة على ذلك كثيرة منها ما يحدث من إختلاط في الجامعة ونشأة ما يسمى بالصداقة بين الفتى والفتاة وهذا بالطبع من حيل الشيطان وأولى خطواته تبادل المحاضرات ثم الحديث الدائر حول المادة ولأن طبيعة كل منهما الفطرية مختلفة فما يلبث أن يتحول هذا الحديث إلى كلمات معسولة
تلبية لنداء الفطرة فالرجل يميل بفطرته للمرأة وهي كذلك ثم يستمر الشيطان في خطواته حتى يوقعمها في المحظور وقد يلبس هذا المحظور ثوباً دينياً كالزواج العرفي مثلاً وما هو إلا زننٍ مقنن لأنه يفتقد لأهم أركانه وهو موافقة الولي،وبين أيدينا قصة مشهورة لأحد عبّاد بني إسرائيل أصوغها في قالبٍ أدبي للتوضيح ؛والقصة تحكي عن أحد عبّاد بني إسرائيل وقد انقطع عن الناس للعبادة داخل صومعة واتفق أن كان يعيش في نفس البلدة أربعة أشقاء وأختهم فلما نادى داعي الجهاد إحتاروا أين يتركون أختهم وحدها فاتفقوا أن يبنوا لها حجرة بجوار صومعة العابد لتكون في رعايته على أن يضع لها الطعام عند باب حجرتها وبعد عدة أيام شعرت الفتاة بالملل فطلبت من العابد أن يحدثها من خلف الباب وذلك لأنها تستوحش الوحدة فزين له الشيطان فعل ذلك رحمة بالفتاة ولأنها تحت رعايته وبدأ الحديث بالطبع عن الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة ثم شيئاً فشيئا تغير الحديث إلى الشئون الخاصة ثم بدأت الفتاة بفتح الباب قليلاً ليكون الصوت قريباً منها ثم ما لبث أن ولج العابد إلى داخل الحجرة فوقع بها وهنا جاءه الشيطان يذكره بأنها ستحمل وسينكشف أمره ويفتضح بين سكان البلدة ونصحه أن يقتلها ويدفنها في صحن الصومعةوبالفعل استجاب له.
ومرت الأيام ثم عاد الأشقاء إلى البلدة وأول ما فعلوه أن ذهبوا للعابد ليأخذوا أختهم فأخبرهم أنها ماتت أثناء غيابهم فصلى عليها ودفنها ولأنهم يثقون به ثقة لايعتريها شك استرجعوا وانصرفوا وأثناء نومهم جاءهم الشيطان ليخبرهم أن أختهم لم تمت كما ادعى ذلك العابد بل فجر بها ثم قتلها ودفنها في صحن صومعته فأصبحوا وكل منهم يصف مارأى في نومه فعلموا أن الأمر حق فعزموا على الذهاب للعابد للتأكد من رؤياهم وفي أثناء ذلك أخبر الشيطان ذلك العابد بأن أشقاء الفتاة قد علموا الحقيقة وسيفتضح أمره وأنه لن ينجّيه من ذلك إلا أن يسجد له ففعل وحين ذاك تبرأ منه فذلك قوله تعالى:"كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلمّا كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين.
هذه هي الصورة الأدبية للقصة
من ضمن قصص الإسرائليات التي لا نكذبها ولا نصدقها ونحدث بها ولا حرج كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم
وجاءت بثلاث روايات مختلفة لكن تحمل نفس المضمون في بيان أثر اتباع خطوات الشيطان التي يقع فيها الإنسان
........
وهنا أعطي ملاحظة هامة وهي أن هذا الرجل مجرد عابد وليس بعالم ... لذا وقع في فخ المعصية بسهولة ولو كان يملك قدراً من العلم لعصمه علمه لذلك فالعلم سلاح العبد في وجه الشيطان..ألا فليحذر أبنائي الشباب من الجنسين من داعي الشيطان وخطواته والتي تؤدي إلى المهالك والعياذ بالله
جمع وترتيب..أحمد سعيد
تعليقات
إرسال تعليق