"بحث علمي"
"ردي على الأخ الحبيب..حسن لطفي-حفظه الله-"
قال الشيخ حسن لطفي: أن عدد الخلفاء منذ أبي بكر إلى الحسن بن علي-رضي الله عنهم جميعاً- خمسة خلفاء ثم أعقب ذلك بتولي ستة خلفاء كلهم ببيت المقدس ثم خلافة المهدي
أدلته:الحديث الأول: أخرج ابو داود في سننه قال: حدثنا احمد بن صالح،حدثنا أسدبن موسى،حدثنا معاوية بن ضمرة أن ابن زغب الأيادي حدثه قال: نزل عليّ عبد الله بن حوالة الأزدي فقال لي: بعثنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-لنغنم على أقدامنا فرجعنا فلم نغنم شيئا،وعرف الجَهدَ في وجوهنا فقام فينا فقال:اللهم لاتكلهم إليّ فأضعف عنهم، ولاتكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولاتكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم، ثم وضع يده على رأسي، أو قال على هامتي، ثم قال: ياابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت أرضَ المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العِظام، والساعة يومئذٍ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك.
الحديث الثاني: حديث حذيفة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-" تكون النبوة فيكم ماشاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ماشاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً ماشاء الله أن يكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرية فتكون ماشاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة.ثم سكت..صححه الألباني وحسّنه الأرناؤوط؛ وللحديث شاهد عن سفينة-رضي الله عنه- قال:قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-" الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملكٌ بعد ذلك"..رواه الإمام أحمد وحسّنه الأرناؤوط.
ردي على الشيخ..حسن لطفي
قال عليٌّ ونظر إلى ابنه الحسن فقال: إن ابني هذا سيد كما سمّاه رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وسيخرج من صلبه رجل يُسّمى باسم نبيكم ،يشبهه في الخُلُق ولايشبهه في الخَلق،ثم ذكر قصة يملأ الأرض عدلاً،وقد عقد أبو داود السجستاني-رحمه الله- كتاب المهدي مفرداً في سننه فأورد في صدره حديث جابر بن سَمُرة عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-"لايزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة"، وفي رواية" لايزال هذا الدين عزيزاً إلى اثنى عشر خليفة" قال: فكبّر الناس وضجّوا ثم قال كلمة خفيفة فقلت لأبي: ماذا قال؟ قال:كلهم من قريش...."
الخلفاء الإثني عشر بالترتيب:
١-أبو بكر الصدّيق-رضي الله عنه-......من ١١هج إلى ١٣هج
٢-عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-....من ١٣هج إلى ٢٣هج
٣-عثمان-رضي الله عنه-...من ٢٣هج إلى ٣٥هج
٤-علي-رضي الله عنه- من ٣٥هج إلى ٤٠هج
٥-الحسن بن علي-رضي الله عنهما- من ٤٠هج إل٤١هج
٦-معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه-.....من ٤١هج إلى ٦٠هج
٧-يزيد بن معاوية.....من ٦٠هج إلى ٦٤هج
٨-مروان بن الحكم.....من ٦٤هج إلى ٦٥هج
٩-عبد الملك بن مروان.....من ٦٥هج إلى ٨٦هج
١٠-الوليد بن عبد الملك ......من٨٦هج إلى ٩٦هج
١١- سليمان بن عبد الملك......من ٩٦هج إلى ٩٩هج
١٢- عمر بن عبد العزيز-رحمه الله-....من ٩٩هج إلى ١٠١هج
فهؤلاء اثنا عشر خليفة انطبق عليهم حديث النبي-صلى الله عليه وسلم-"لايزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة"، وفي رواية"لايزال هذا الدين عزيزاً إلى اثنى عشر خليفة"، قال: فكبّر الناس وضجّوا ثم قال كلمة خفيفة فقلت لأبي ماقال؟: قال: كلهم من قريش.
الجمع بين الأحاديث السلبقة
قول النبي-صلى الله عليه وسلم- الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً عاضاً يؤيده حديث: تكون النبوة فيكم ماشاء الله ان تكون.....
أرى أن هذا وصف مخصوص للخلافة بعد النبي- صلى الله عليه وسلم- أي أن المقصود هو الخلافة التي على منهاج النبوة وعمرها ثلاثون سنة تبدأ من أبي بكر وتنتهي بالحسن-رضي الله عنهم جميعا
أما حديث:" لايزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة"، وفي رواية" لايزال هذا الدين عزيزاً... "
فهذا وصف عام للخلافة إذ أن الخلافة منذ معاوية-رضي الله عنه- وحتى عمر بن عبد العزيز-رحمه الله- لم تكن على منهاج النبوة تماماً إذ دخل عليها التوريث وغيره؛ لكن هذا لايمنع أن الدين كان فيها قائماً وعزيزاً وكذلك كلهم من قريش وكلهم اجتمعت عليه الأمة لذلك ينطبق عليهم الحديث ومن يقول بخلاف ذلك فقد ابعد النجعة إذ أنه يصف فترتهم بأن الدين فيها لم يكن قائماً ولاعزيزاً ولم تجتمع عليهم الأمة وهذا في رأيي يخالف الصواب
فيكون الحكم منذ الخليفة الأول أبي بكر الصدّيق-رضي الله عنه إلى المهدي هكذا:
خلافة على منهاج النبوة ثم ملكاً عاضاً ثم حكماً جبرياً ثم خلافة على منهاج النبوة على يد المهدي بإذن الله
هذا والله تعالى أعلى وأعلم، وكتبه وجمعه الفقيرإلى ربه..أحمد بن سعيد عطية
صبيحة يوم الإثنين/ ٢٠ جمادى الأولى لعام ١٤٤٥ الموافق ٤ ديسمبر لعام ٢٠٢٣
تعليقات
إرسال تعليق