المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٣

"همسات عاطفية"

"همسات عاطفية" إنَّ نفساً لم يشرق الحبُّ فيها هي نفسٌ لم تدرْ مامعناها؛ فإننا بالحبِّ نحيا ونجاهد، نصمد ونساند..هكذا تمضي القلوبُ إذا مابرئت من الآلام وتلاشت عنها سحائب الأوهام فتضحي ذخراً ونورا..لستُ أدري بأي قلبٍ أخطو على درب الحياة!..غير أنّي أشعرُ أنّ تلك العاطفة الجيّاشة المتلألأة فوق تاج الفؤاد لجديرة بأن تُدين لها كلُّ القلوبِ بلا حدود.ليت شِعري ماسرُّهذا الشعور الّذي يأسُرني..يسرقُني من نفسي، من همسي، من أفكاري؛ فيحتوينا معاً طيفاً يحلِّق في فضاءٍ بلا معالم أو حدود فنسبحُ في ذلك الفيض النّوراني أنقى لحظات حبِّنا.ألقاكِ ياعمراً لفهُ ثوبُ الحنان فأرى الحياة في عينيكِ عروساً هيفاء تتهادى في خفّةِ الطائر؛ وأذوبُ في سحرِ عينيكِ كما يذوبُ الليلُ في ثغرِ النّهار.كم تهفو نفسي أن تغرس في روضة قلبك براعمَ حبّي وأطفق أرويها من خفقان قلبي ورعشات أنفاسي ورحيق إحساسي مابقيت لي أنفاسٌ في الحياة؛ حتّى إذا مادارت بنا الأيّامُ فجئتُكِ شاحبَ اللون، مُتراخي الأطرافِ، مُتداعي الأنفاسِ..فتوسَّدتُ صدرك وتلحَّفتُ بأهدابك؛ وراحت أزهارُ عمري تذبل شيئاً فشيئاً في راحتيكِ..كانت لكِ تلك البراعم ن

"الرائحة المميزة"

"الرائحة المميزة" راح صلاح يتابع في شغف قطرات المطر تتهادى خلف نافذته،وأحسّ في هذه اللحظات بحنين يشدّه إلى الماضي؛وتذكّر كيف كان تأثير هذا المشهد على مشاعره في سنوات عمره الأولى حتّى أنه وفي مرّاتٍ كثيرة كان يسارع بالإنطلاق إلى شاطئ البحر ليراقب عن كثب احتضان صفحة البحر لتلك القطرات.كان هذا المشهد يؤثر في نفسه أيما تأثير بل ويأخذ بمجامع قلبه، وشيئاً فشيئاً يتسلل إليه إحساس غامض مُطعّم بالسعادة. كان يشعر بروحه تشف وبمشاعره تتدغدغ ،وربما كان ذلك من تأثير نزعته الشّاعرية والتي كثيراً ما حلَّقت به إلى خيال اللامعقول.وحين ارتقت به الذّكريات إلى أوج الإحساس بها اندفع في شوقٍ ولهفة لتكرار التجربة، وحدّث نفسه متسائلاً :تُرى هل ستعاوده مشاعره القديمة مرّةً أخرى؟!. وهل تُراه سيحلِّق من جديد في خيال اللامعقول؟!.انطلق صلاح إلى الشّاطئ غير عابئ بتساقط الأمطار من حوله، وحين أدركه اللقاء راح يتطلّع في لهفة ٱلى صفحة الماء وهي تستقبل في صخب قطرات المطر ووجد صوتاً داخله يهتف:ربّاه! لقد تبدّل كلُّ شئ !أجل لم يعد للماء زرقته المعهودة، ولم يعد لقطرات المطر رونقها المنشود؛ وتساءل في أسى؟ تُرى ماال

"رداء الحزن

رداء الحزن" منذ عهدٍ بعيد حدث هذا الموقف في حياة "أشرف"،والذي مازالت آثاره ترمي بظلالها في أغوار نفسه حتى الآن.كانت أمه قد عقدت عزمها على تزويج إبنتها الكبرى "ليلى" من أحد شباب العائلة ولم تكن الفتاة قد تخطت الإثنى عشر ربيعابعد؛ ورغم أنها كانت تتلقى تعليمها إلّا ان الأم رأت- ككثير من أقرانها في ذلك الوقت- أن زواج الفتاة خيرٌ لها من التعليم.كانت ليلى على حداثة سنّها على قدر من الجمال يغري الشباب للفوز بها، ورأت الأم في الشاب عصام والذي تربطه بالعائلة صلة قرابة أفضل من يحافظ عليها وينزلها قدرها،فراحت تحثه على التقدم لإبنتها، ولم يكن هذا الزواج يروق لأسرة عم ليلى إذ أنّها كانت تطمع هي الأخرى في تزويج إبنتهم لإبن الخال "عصام"،وبسبب ذلك نشأ صراع بين الأسرتين للفوز بالشاب، وانحاز والد عصام لإبنة شقيقته فعارض بشدة زواج نجله من ليلى وقد إستخدم للتعبير عن إعتراضه كل الأساليب المشروعة والغير مشروعةلمنع هذا الزواج..وفي هذه الأجواء المشحونة بالصراعات الأسرية قررت أم أشرف السفر لمسقط رأسها حيثُ تقيم أسرتها وذلك كي تستعين بكبار أفراد عائلتها لإجتياز تلك العقبة.وإنط

"الحبيب الحائر"

الحبيب الحائر"ديسمبر 04, 2021 تاهت الكلمات حبيبتاه..كعهدي بها دوماً؛ كلما شرع القلم أن يبثك إحساسي.. غير أن الحب في صدري يمور كالموج الثائر وينتفض شوقاً كانتفاض الحائر؛ وكأني بالحروف تتهادى على استحياء لتحمل عني عاطفة ملتهبة أجج لهيبها شوقي لرؤياكِ..لازال صدرك يدعوني أن احصي الخطى لألقي بشوقي في ساحته؛ وأشعر بنعومة الأشياء من حولي وكأنني في عالمٍ روحاني ساحر يشدني ويسرقني من لحظاتي الحيرى فأرى طيف حبنا في بحر عينيكِ سابحاً تتلألأ أنواره في كل ماحولي؛ فأراكِ صمتاً وفكراً وإلهاماً، وأرى بصمات ثغرك على الأشياء فتكسوها بهجةً وإشراقاً وشيئاً فشيئاً تتحول لصورٍ رائعة لاعهد لي بها..صور فريدة من أطياف الجمال.ماالذي بدل الأشياء عمري؟!..هل أضفى غرامك على الأشياء رونقها فأضحت ترفل في ثياب الحسن..!أم ترى سكن هواكِ عيناي فغدوتُ أبصرُ القبيحَ جميلاً..!إني احبكِ وكأن إحساسي فاق بنبضه الحدودَ حتى صار الحب فيه يحبو كالطفلِ الوليد.ففي أركان هذا الحب ذاب المكان وتلاشت في جنباته أنفاس الزمن .مابال طيفك يرافقني كل وقت وكل حين فاراه في صحوي ونومي..في مرحي وصمتي..أراه حتى   بألامي..لازال أول لقاء ضم روح

"بحث في تعدد الزوجات"

تعدد الزوجات" تناقش صديق لي مع زوجته و أولاده حول مدى أحقية الرجل في التعدد، وهل يلزم الرجل أن يصارح زوجته بذلك أم له أن يخفي عنها الأمر وحين تنازعا في ذلك أحالا الأمر لي لأدلي فيه برأيي فقمت بكتابة هذا البحث المتواضع...مما لاشك فيه أن شريعة الإسلام الغرّاء قد أباحت للرجل الزواج بأكثر من واحدة لحكم وفوائد قد يقصر عقل الكثير منّاعن الإحاطة ببعضها فضلاً عنها كلّها، ولست بصدد بسط هذا الموضوع وسرد فوائده ولكن سيدور بحثي حول داعي التعدد للرجل من ناحية ومن ناحية أخرى موقف الزوجة من ذلك.إن الأصل في الزواج هو التعدد ومصداق ذلك قوله تعالى"....فانكحوا ماطاب لكم من النّساء مثنى وثلاث ورباع...." وفي هذا بيان لإباحة هذا الأمر ولكن قُيّد هذا المباح بشرط تحقيق العدل..قال تعالى" ...فإن خفتم ألّا تعدلوا فواحدةً أو ماملكت أيمانكم..".من هذا يتبين أنه لاجناح على الرجل البتة في التزوج بثانية متى رأى في نفسه القدرة على تحقيق العدل،وإن كنتُ أرى أن ذلك ليس بالأمر الهين فقد قال جل شأنه" ...ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم....." هذا مايتعلق بالشطر الأول من السؤال ،

"بحث في القصة القصيرة"

بحث في القصة القصيرة..بقلم/أحمدسعيد.. القصة القصيرة لون من ألوان الأدب ولها خصائص وعناصر تمتاز بها؛وهي كما عرفها"إلبرت": عبارة عن سرد نثري موجز يعتمد على خيال المؤلف برغم مايعتمد عليه الخيال من أرض الواقع؛ ومن هذا التعريف ندرك أن الخيال وحده غير كافي لإنشاء قصة؛ إذ لابد من ملكة تركيبية تحبك الأحداث وتنظم تتابعها، وبين أيدينا مجموعة قصصية للكاتب الشهير"عبد الوهاب مطاوع" بعنوان "وقت للسعادة..ووقت للبكاء!.."..ولعل لإختياره لهذا العنوان دلالته إذ ان حياتنا لاتخلو غالبا من النقيضين، ففي قصته "نوم الظهيرة" نلمس ذلك جيدا،فوقت السعادة للزوج يتمثل في نوم الظهيرة وتناول الطعام ولقاء الأصدقاء..وهو نفسه بالنسبة للزوجة وقت البكاء؛فلقد تزوجت به على غير رغبتها وبضغط من أبيها فلم تسعد لحظة بهذا الزواج ولابالزوج الذي لم يتعلم كيف يحترم مشاعرها بل تركها فريسة الوقوع أمام أي إغراء خارجي؛. وتمثل هذا الإغراء في مديرها الذي تعامل معها برقة لم تعهدها في زوجهافوجدت فيه بلسماً لجراحها المكلومة، وعبثاً حاولت الطلاق دون جدوى حتى أسرتها أولتها ظهرها,وحين أوشكت على الوقوع في