فهم الدين

                 "فهم الدين"
يقول ربُّنا جلَّ في علاه في سورةِ الأنعامِ مبيناً موقفَ الكافرِ يومِ القيامة: "ولو ترى إذ وقفوا على النَّارِ فقالوا ياليتنا نردُّ ولانكذِّبَ بآياتِ ربنا ونكون من المؤمنين"..

ثمَّ بيّن اللهُّ -سبحانه- أنهم كاذبون فقال سبحانه- على لسانهم :" بل بدا لهم ماكانوا يخفون من قبل ولو رُدُّوا لعادوا لما نُّهو عنهُ وإنَّهم لكاذبون" ثمَّ عادوافقالوا

  " إن هي إلا حياتُنا الدنيا ومانحنُ بمبعوثين" أي أنهم لايعترفون بالبعث والنِّشور  وهذا بسبب كفرهم؛ ثمَّ بيّنَ اللهُّ جلَّ في علاه عودتَهم للكذب مرَّةً أخرى فقال:

"ولو ترى إذ وقفوا على ربِّهم قال أليس هذا بالحق؟!..قالوا بلى وربنا..قال فذوقوا العذابَ بما كنتم تكفرون"

وتأمّل معي أيها القارئ اللبيب مدى جحود هؤلاء البشر وأن الكفرَ قد سوّد قلوبهم وضمائرهم

وهذا حال الكافر دائماً

أما المسلمُ فهو أيضاً يقع في المعاصي كبيرها وصغيرها ولسان حاله يقول:"ربِّ ارجعون لعلَّي أعملُ صالحاً فيما تركت" فيرد الله؟ُ عزَّ وجلّ على لسان الشقي منهم :" كلاَّ..إنَّها كلمةٌ هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إلى يومِ يُبعثون"

وبيان أكثر لحال المسلم الذي وقع في الكبائر دون توبة: عقيدتنا فيه أنه في حكم المشيئة إن شاء اللهُ عفى عنه تكرماً وفضلاً وإن شاء عذبه قصاصاً وعدلاً؛ ولكن لاشك أن هذا العبد إذا لزم الإستغفار وأحدث بعد كلِّ ذنبِ توبة...أقول سيكون وضعه أفضل بكثير

قال رسولُ اللهُّ صلَّى اللهُّ عليه وسلَّم :"أذنب عبدي ذنباً فقال: أي ربِّ..إنِّي أذنبتُ ذنباً فيقول اللهُّ-سبحانه- علم عبدي أن لهُ ربَّاً يغفرُ الذنبَ ويأخذُ به

ثمَّ يقولُ العبدُ: أي ربِّ إنّي اذنبتُ ذنباً فيقول اللهُّ له: مثلَ ماقال في الأولى

ثمَّ يكرر العبدُ الذنبَ تلو الذنبِ فيعود اللهُّ ليتوبَ عليه ويغفرُ له

 يظل الأمر هكذا حيث يقولُ اللهُّ لملائكته أُشهِدُكم أنِّي قد غفرتُ له مادام يستغفرني 

ياااا الله..ما أعظمك وما أكرمك ياإله العالمين

إنني أيها القارئُ اللبيبُ لا أفتحُ لكَ بابَ الرجاءِ على مصراعيهِ  ثمٍَ أقولُ لكَ هيَّا ادخله ولاعليك؛  لكنَّي فقط أبينُ لك مدى عظمة المولى-سبحانه- وتعالى وأنه جلَّ في علاه يُحاسبُ المؤمنَ برحمته -سبحانه- ويُحاسبُ الكافرَ بعدله فانتبه ؛ ثمة شئٍ آخر ألا وهو: إياكَ ثمَّ إيَّاكَ ثمَّ إياكَ.. أن تركن لهذا بل عليك العمل والاجتهاد وأن تحسنُ الظنَّ بالله جلَّ وعلا خاصةً حين يدنو الأجل فحينئذٍ احرص كلَّ الحرصِ أن تموتَ وأنتَ تُحسنُ الظنَّ بالله سبحانه وحسنُ الظنِّ يسيرُ معه قدماً بقدم حُسنُ العمل وبالعلمِ ثمَّ العلمِ ثمَّ العلمِ تنجو بإذن الله ولايغرّنّكَ لحية تزين بها وجهك أو قميص قصير تتخذه سُنّة عن الحبيب-صلوات ربِّي وسلامه عليه- فربُّك يحاسبُكَ  على مافي صدرك من إيمان 

(وقفة مع اللحية والقميص القصير)

مما لاشك فيه أن للمسلم زيٌ خاصٌ به وقد ورد عن رسولنا-صلوات ربي وسلامه عليه-قوله:"عليكم بسُنَّتي وسُنّةَ الخلفاء المهديين من بعدي،كما حذرنا -صلوات ربي وسلامه عليه من البدع المحدثة؛ ولكن!!!!!

هل المظهر الإسلامي وحده يكفي....بالطبع لا إذ لابد وحتماً أن يرافق هذا المظهر جوهرٌ نقيٌ تمسَّكَ بتعلم العلم النافع من الكتاب والسُنَّة والذي لاشك يعصمهُ من الوقوع في الفتن؛ ولكن ومع الأسف حدث العكس.....فمن الواقع الذي عاصرته رأيتُ في ذلك العجب العجاب وما أبرئُ نفسي؛ رأيتُ غِرّّاً قد أطلق لحيته وسواء كان مستناً بسُنّةِ الهادي -صلوت ربي وسلامه عليه- أو بغيره من شيوخ الدعوة السلفية فالنتيجة واحدة

فهذا الغرُّ حين أطلق لحيته وحفظ شيئاً من كتاب الله أهَّلهُ ذلك للإمامة والخطابة وقد قيل قليلٌ من العلم مع كثيرٍ من الشجاعة تصنع منك خطيباً لامعاً؛؛ أقول حينذاك أُطلِقَ عليه لقبُ شيخٍ فصار يتحرك به ذهاباً وإياباً وبالطبع ترك العلم  لأنه أصبح شيخاً كبيراً مثل شيوخ الدعوة بل لاأبالغ إن قلت ربما ظنَّ أنه فاقهم في ذلك فكان من الطبيعي أن ينخر السوسُ في قلبه فلا يتركه إلا وقد أصبحَ جسداً بلا قلبٍ أو روح؛ وهذا الغرُ حين يمضي به الزمنُ سيقع بلاشك أمام أي فتنةٍ يتعرضُ لها ولن يجد حينذاكَ مايعتصمُ به وقد شاهدنا ذلك مراراً في واقع الدعوة السلفية ودون الخوضِ في التفاصيل لذلك أوصي نفسي وإياكم وجميع شباب الدعوة أن نهتم بالعلم فكلنا يحفظ عن ظهر قلبٍ حديث الرجل الذي قتلَ تسعةً وتسعين نفساً وما نفعه إلا توجيه عالمٍ له بأن يترك أرضَ قومه لأنها أرضُ سوء ويهاجرُ إلى أرضِ قومٍ يعبدون اللهَ فكان علم هذا العالم سبباً في إنقاذه من النَّار..فالله الله في العلم ومجالسة أهل العلم فإن في هذا العصمة من الوقوع في الفتن وفي الختام أسأله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا زلَّاتنا وأن يعصمنا وإياكم من الوقوع في الفتن

بقلمي..أحمد سعيد
[٤/‏٥ ٧:٤٣ م] أحمد سعيد: المقال في ثوبٍ جديد بعد التعديل الطفيف
[٤/‏٥ ٨:١٠ م] أحمد سعيد: في انتظار تعليق حضرتك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تحليل وتلخيص رواية ميرامار

"الحبيب الحائر"

"الصف الأخير"