عاقبة الغرور
"عاقبة الغرور" مازلتُ أذكرُ ياأمَّاه ذلك اليوم؛ كان الطّقسُ رائعاً ونسماتُ الصّباحِ تداعبُ أوراقَ الشّجرِ فتعزفُ لحناً تتراقصُ له القلوب..صحوتُ من نومي مبكـِّراً ورأيتُكِ تدورين حولي وحنان أمومتك يلف جسدي الضئيل؛ كنتُ أعلمُ أنّ التجربةَ ليست بالسّهلة غير أنّي لم أتوقع أن تبلغ هذا القدر من الصّعوبة، وبدأنا الدّرسَ الأوّل وترقّبتُ في خوف ولهفة تلك اللّحظة الّتي سأفارق فيها حنانكِ إلى المجهول..وجاءت بأسرع من دقَّاتِ قلبي وتتابع أنفاسي؛ رأيتُكِ تشجعين ضعفي وتستحثّين همّتي ولكن هيهات! لقد كان الموقف أكبر من طاقتي واحتمالي.أبصرتُ الفضاءَ أمامي ليس له حدود فطفقتُ أضرب بجناحي الضّعيفين خشية السّقوط؛ وحين بلغ بي الجَهدُ مداه وتداعت قواي أدركتُ أنّي هالك لامحالة، وحينها أحسستُ شيئاً يضمُّني في سرعة..وكان صدرُكِ الحنون؛ وحسبتُكِ ستوبّخين فشلي غير أنّي رأيتُكِ تهنئينني على نجاح التجربة؛ ورُحتِ تشحذين همَّتي أن أكرّرها من جديد..كنتُ في هذه المرَّة أكثر شجاعة وإقدام فحلَّقتُ وقطعتُ مسافة أطول نسبيّاً.ثمَّ كانت المحاولة الثّالثة وكأنيَّ بقل...