حرارة موقف
"حرارة موقف" كثيراً مايواجه الإنسان موقفاً يكون له تأثير خاص على مشاعره وتفكيره؛ فيقف أمامه متأملاً متحيراً كيف يتعامل مع هذا الموقف؟!..ولقد ساقتني الأقدار إلى موقف من هذا النوع؛ وكان ذلك عقب صلاة فجر أحد الأيام حيث كان ولدي الأوسط يمضي معنا أجازة منحتها إياه وحدته العسكرية. حدث هذا الموقف قدراً ودون ترتيب لأحداثه؛ ففي هذا اليوم وعقب عودتي من المسجد جلست في صالة المنزل ومن ثمَّ شرعت في ممارسة هوايتي المفضلة في القراءة ومطالعة الأحداث؛ وبعد فترة تركتُ مايشغلني وتوجهتُ صوب الشرفة تدفعني رغبة في استنشاق نسائم الصباح ؛ وحين دنوت منها راعني المشهد؛ إذ وجدتُ ولدي يقف في الشرفة متطلعاً إلى السماء وفي إحدى يديه لفافة تبغ ينفث منها دخاناً ؛ راعني ما أرى فوقفتُ مشدوهاً برهة لم يشعر خلالها ولدي بوجودي ثم عدتُ أدراجي فدلفتُ إلى غرفتي في هدوء. جلستُ أفكر!....ماذا أفعل جرّاء هذا الموقف؟!...كنتُ على علم بأن أبنائي الثلاثة قد أصابهم هذا البلاء المشئوم؛ وكان ذلك يدفعني أن أكثف لهم الدعاء بأن يقلعوا عن هذه العادة الخبيثة ولكن ! لم يدرْ بخلدي لحظة أن يجرؤ أحدهم على فعل ذلك بالمنزل؛ نعم وجدتني...